3 Mar 2010

ام مجاهدة

ها قد انتهى يوم عظيم اخر من انجازاتي الفردية كام . فمن جهة هناك طفل يلجا للعب كهروب من الواجبات المدرسية المكدسة والتي تقسم على اجزاء عديدة على مدار اليوم بحكم ان المسكين ( تعب ) , و من جهة هناك طفل رضيع بطلبات لا تنتهي و عناية مستمرة و بكاء ازلي و تنكيد الزامي . و الادهى و الامر طفل بين الاثنين , طفل يفترض ان يكون على الهامش اليومي, فتجده يلجا لكافة انواع التعذيب المعنوي للام من حنة و بكاء و طلبات سخيفة و عناد و تعنت و كر و فر فقط ليثبت وجوده ......
و على مدى اشواط عديدة تكون فيها الغلبة للاطفال غالبا , تظهر للعيان كارثة جديدة , فتاتي الخادمة ,و هي طوق النجاة المرتقب , و شعاع الامل المدوي و عنوان الحياة المريحة لتكشر عن انيابها و تبدي وجهها العكر و العكش بسبب الازعاج المحيط و العمل اللذي لا ينتهي بوجود كل هذا العدد من الاطفال , لتزيد الهموم هما و الامور سقما وتضفي للحياة لونا رماديا باردا لم يكن ينقصني صراحة ..... فاظطر لان اطلب العشاء من اقرب مطعم خوفا من اعطاء الاوامر باعداد العشاء كي لا تاخذ اقرب شي لديها و تنهال به علي , و يفلس ابنائي مني , و بالطبع تاكل هي قبل الجميع وبعدها اقدم لها فروض الطاعة الكاملة خوفا من ان تهرب خفية لسفارة بلادها و التي تحفظ مكانها عن ظهر قلب , او خوفا من ممارسة الخطة القديمة : ( مدام ارجوك الوالدة مريضة يجب ان اراها ) و بعدها ...... مشي بوزج
بعد هذا كله ... تبدا معركة النوم.... فالكل يصرخ و الكل يريد حضن الام و الكل يطالب بحقوقه , ظنا منهم بان الام اخطبوطاً مستعد و معتد بكافة الامكانات لتوفير 3 حضون و 6 ايادي و 3 افواه تحكي قصصا مختلفة حسب الطلب ..... و بعد 4 ساعات من الكر و الفر ...و اخيرا ..... يسود الهدوء و ينام الاطفال .. طفل على كتف الام و اخر بحضنها و الاخير فوق راسها ...و تعتقد الام المسكينة بانه يمكنها النوم اخيرا بعد كل هذه الجلبة و بعد هذا الانتصار الميمون, و لكن هيهات , فقد انتهى فصل واحد من المسرحية و بدا دور المسكينة كزوجة .... فبعد ان انتهى كل شيء و على البراد ياتي الزوج المحترم مطالبا بكل حقوقه , و املا بليلة حمراء حاله حال كل المتزوجين ( بالافلام ) ليرى زوجة مغرية بانتظاره و اذا به يرى شبه امراة خائرة القوى , على رقبتها اثار اظافر صغيرة و على ملابسها اثار حليب اطفال تصل رائحته للفريج المجاور, و تصل قفتها لسقف البيت , و يكاد لا يرى من البؤبؤ شيئ لان الجفن قد قام بواجبه و غطاه تماما ..... فيترك الامر لضميره ... فاما ان يشفق عليها و يعتقها لوجه الله و يتركها لتنام , و اما ان يتعنت و يكابر و يطغى و يطالب بحقه المشروع ليقضي على المسكينة و تنام بعدها قتيله شهيدة ....
و بعد 4 ساعات , تكون خلالها استيقظت مرتان لارضاع الطفل و مرة لصلاة الفجر , يكشف عن الفصل الثالث عن المسرحية و التي تقوم فيه بدور الموظفة , لتلبس الاطفال و تتعارك معهم و تتحمل بكائهم و تصف الشباصات و بعدها خائرة القوى تلبس ملابسها و تنسى ان تغسل وجهها او تتناسى ذلك , و بعدها تصل العمل متاخرة نصف ساعة ...... و بعد نصف ساعة اخرى و قبل ان تضع المسكينة لقمة في فمها , ياتي الفراش ليزف الخبر السعيد .... ماما مسئول يبي انتي ؟ يالله صباح خير .... فتذهب متثاقلة و متململة لانها تحفظ عن ظهر قلب ما سيقوله المسئول , و تفكر مليا بتسجيله و اظهاره في كل مرة يفكر فيها هذا المسئول العتيد في القاء المحاضرة المعهودة....( تاخيرك لن يعود عليك الا بالسوء , لن تحصلي على امتياز , لن يعهد لك بمنصب , انكي تخيبين الضنون دائما , انتي المتاخرة الوحيدة , انتي السبب في ثقب الاوزون , انتي السبب في الازمة الاقتصادية , انتي من اتت على الانسانية بالمجاعة و الفساد و الحروب الاهلية و المجازر و الخ
لما لا يصنعون اما روبوت يمكنها القيام بكل هذه الاعمال و يحاسبونها على عدم الكمال .... هل هناك انسان كامل دون اخطاء او هفوات ؟ هل هناك انسانة يمكنها القيام بهذه الادوار الثلاثة من المسرحية دون كلل او ملل و بجدارة دون ان تخل باحد الادوار ؟ هل هناك مقرودة يمكنها ان تغسل و تطبخ و تربي و تبتسم و تضاجع و تحاضر و تهرول في نفس اليوم و في حال فعلت هذا كله ؟ السؤال الادهي هل تنام على الاطلاق ؟ لعل لديها عينان من زجاج و اعصاب من حديد و جسد من صلب و ووو تركيز من ذهب .... نعم التركيز اصعب المهام على الاطلاق فالام المهشمة التي سبق ذكرها تعاني من صعوبة التركيز بل استحالته, فقد تترك الجوال في منزل الجيران و تركن السيارة في الافنيوز و تبحث عنها 3 ساعات على الاقل بل قد تنسى طفلها ببيت امها و تتذكره اليوم التالي ... كل شيئ جائز ... لم اعد اذكر ما كنت اريد قوله .. ها قد فقدت التركيز

بقلم ام مجاهدة

2 comments:

  1. i love your style of writing ,,, i am your number one fan :D keep up the good work ,,,
    (the other Bashayer)

    ReplyDelete