18 Dec 2010

2010

تكاد تنتهي سنة حملت الكثير من الشجون و الآهات بقدر ما حملت من فيض ذكريات جميلة و لحظات فريدة و مواقف ممتعة لها أوقع تأثير ممكن في حياة البشر.
في هذا العام فقدت شخصا من أقرب الناس لي، من أكثر الناس المؤثرين في حياتي، و من أغلى من رسم البسمة على شفاهي ... انه أخي .... قد كان شخصاً محباً للمرح و الحياة، مثيراً و ساخراً ينشر ضحكاته في أرجاء الدنيا ، محباً للغناء فيكاد لا يغيب صوته عن مسمعك لحظة، شخصا مميزاً بحق..... رحل تاركا فراغ رهيييبا ، فجلساتنا العائلية الآن دائما غير مكتملة فقد انكمشت وتقلصت الأسرة فجأة، أصبحت و كأنها فقدت عدداً كبيراً من أفرادها و ليس فرداً واحداً فقط .... أصبحنا 3 بعد أن كنا أربعة إخوة.... أصبح لي أخ واحد بعد أن كان لي اخوين....صعبة هي الحياة ... تفاجئك برحيل مفاجئ لأشخاص كما تفاجئك بدخول أشخاص أعزاء بنفس القدر مكانهم ....
ففي هذه السنة أصبحت (خالة) للمرة الأولى في حياتي ... ياااااه كم كان شعوراً غريبا يعادل فرحتي حين أصبحت أما.... لم أتخيل قط بان طفلا قد يعادل حبه في قلبي حبي لأبنائي... و لم أتخيل بأنه يمكن لأحد أن يشعرني بحاجته إلي غير أبنائي .... فحين دخل ( مبارك) حياتنا كان كالبلسم الدافئ لجميع جروحنا.... فقد جاء بعد شهرين من وفاة أخي ليشفى الجراح و ينسينا بفرحتنا به ولو جزءا صغيرا من أحزاننا..
في هذا العام أيضا و لأول مرة في حياتي فقدت صديقة .... و اكتشفت و لأول مرة بان بعض البشر قد يملكون قسوة كبيييرة في قلوبهم و مشاعر الآخرين يمكن أن تكون مثل أي ورقة تمزق بكل سهولة وقت ما يشاؤون وترمى بالقمامة .... صديقة بصدها و برودها و رسائلها القاسية ساهمت و دون قصد في إنجاح عملية نسياني لها رغم إنها كانت شخصاً من أكثر الأشخاص المميزين بالنسبة لي ... لكنني اشكرها لأنها جعلتني أحس شعوراً لم أعهده من قبل...جعلتني أعيش تجربة علمتني الكثير الكثير... جعلتني أحس انه يفضل أن تخسر صديقاً لا يستحقك على أن تعيش مع أناس يضمرون نوايا سيئة و ينتظرون الزلة البسيطة ليقلبوا الطاولة رأسا على عقب بوجهك وسط ذهولك وعلامات تعجب تكاد تغطى وجهك.. كيف يمكن لك آن تنسى شخصا لم تثمر فيه عشرة الأيام ..شخص يطعن فيك رغم استماتتك في محاولاتك للصلح .. اعتقد باني أعطيتها اكبر من حجمها بمجرد ذكرها بمقالتي هذه لكن فقط لأني بصدد تلخيص أحداث سنة 2010 و ليس حباً فيها ..
من جهة أخرى ..ومن مفارقات القدر.. في هذا العام تجددت علاقتي بصديقة قديمة وأصبحت علاقتنا أقوى من ذي قبل .... صديقة انسحبت من حياتي لفترة بسبب مشاغل هذه الدنيا ثم شاءت الأقدار أن نتقابل و تلتقي دروبنا من جديد بظروف قد تكون غير سعيدة ، لكنها لنعمة بالنسبة لي ظهورها الجديد في حياتي ... love U Bashoor
ايضا شهد كل من ابنائي مرحلة دراسية جديدة ,فقد التحق ابني بالابتدائي للمرة الاولى ... كم كان تحولا هائلا و كم كان جهدا مضنيا الذي امضيته في تاسيسه هذه السنة ... و دخلت لجين رياض الاطفال و كم كانت فرحتها كبيرة لانها بدات تاتي بالواجبات المدرسية مثل اخيها كي تاخذ ولو جزءا بسيطا من الاهتمام الذي تستحقه مني و لا تجده بسبب انشغالي باطفالي الاخرين الذين اعتقد احيانا انهم بحاجتي حاليا اكثر منها .... رغم انه اكبر خطا ارتكبه حاليا.
في هذه السنة أيضا شاء الله سبحانه أن يرزق الله عمي سالم بعد انتظار عشرين سنة بطفلة بعد 5 أولاد و عمي عادل بولد بعد 7 بنات فكم كانت الفرحة كبيرة، وتزوجت ابنة عمي محمد، و دخل العديد من الأطفال الجدد في حياتنا .... فقد فرحت العائلة بالمواليد الجدد بقدر ما حزنت على الفقيد الغالي ... سبحان من يرزق بقدر ما يأخذ و يفرحنا بعد أن يرزقنا حزنا نعيشه لنتذوق المرارة ونكتسب اجر الصبر من بعدها نشعر بالحياة بعد أن تشفى جراحنا بالأفراح وتندمل الجروح بسبب البشائر المتفرقة التي تهل علينا من وقت لآخر ... فالحمد لله على نعمه ، ونستغفرك ربنا إن أخطأنا و عصينا و لا تؤاخذنا يا رب على سيئاتنا....